هل تساءلت يومًا كيف يمكننا التنبؤ بالطقس بدقة، أو الحصول على صور عالية الجودة لكوكب الأرض، أو حتى تحديد مواقعنا عبر نظام GPS؟ السر يكمن في الأقمار الصناعية المخصصة للاستشعار عن بُعد. هذه الأقمار ليست مجرد آلات تدور في الفضاء، بل هي عيون بشرية ترصد الأرض من الأعلى، وتوفر بيانات لا تقدر بثمن للعلماء والباحثين وصناع القرار.
في هذا المقال، نستعرض قائمة أفضل 25 قمراً صناعياً في مجال الاستشعار عن بُعد، والتي غيرت طريقة فهمنا لكوكبنا وكيفية استخدامنا للتكنولوجيا في خدمة الإنسانية.
1. لاندسات (Landsat) – إرث مستمر منذ أكثر من 40 عاماً
يُعد برنامج لاندسات التابع لناسا من أقدم مشاريع الاستشعار عن بُعد، حيث وثّق تغيرات الأرض لأكثر من أربعة عقود. يستخدم في مراقبة الغابات، الزراعة، المدن، والأنهار، مما يجعله حجر الأساس في أرشفة تاريخ الأرض.
2. سنتينل (Sentinel) – مستقبل برنامج كوبرنيكوس الأوروبي
جزء من برنامج كوبرنيكوس الأوروبي، سلسلة أقمار سنتينل أحدثت نقلة نوعية في صور الاستشعار عن بُعد. أبرزها Sentinel-2، الذي يوفر صوراً متعددة الأطياف بدقة عالية، ويُستخدم في الزراعة وإدارة الموارد الطبيعية.
3. تيرا (Terra) – القمر الصناعي متعدد المهام
أطلقته وكالة ناسا كجزء من أسطول الأقمار A-Train. بفضل أجهزته مثل ASTER لتكوين نماذج التضاريس، وMODIS لتصنيف الغطاء الأرضي، وMOPITT لمراقبة جودة الهواء، يُعتبر تيرا أداة شاملة لفهم أنظمة الأرض.
4. إنفيسات (Envisat) – العملاق الأوروبي
قبل توقفه عام 2012، كان إنفيسات أحد أكبر أقمار وكالة الفضاء الأوروبية (ESA). ساهم في دراسة المحيطات، الغلاف الجوي، وتغيرات التضاريس. وبوزنه الذي تجاوز 8 أطنان، يُعد من أضخم الأقمار التي أُطلقت.
5. وورلدفيو (WorldView) – أدق الأقمار التجارية
من إنتاج شركة Maxar، يلتقط صوراً تصل دقتها إلى 31 سم، ما يجعله القمر الصناعي التجاري الأكثر دقة. تُستخدم بياناته في الخرائط عالية الجودة والتطبيقات العسكرية والتجارية.
6. بلانيت سكوب (PlanetScope – Dove) – الأقمار الصغيرة الكبيرة التأثير
شبكة من الأقمار الصغيرة (الميكروستالايتس) التي تطلقها شركة Planet. تتميز بخفة وزنها وقدرتها على توفير صور يومية للأرض بدقة 3-5 أمتار، وهو ما أحدث ثورة في الاستشعار منخفض التكلفة.
7. النظام العالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية (GNSS)
من خلال أقمار GPS، غاليليو، وبيدو، يتيح هذا النظام العالمي تحديد المواقع بدقة عالية. يدخل في حياتنا اليومية من خرائط الهواتف الذكية إلى تطبيقات النقل الذكي والملاحة البحرية والجوية.
8. بعثة الرادار المكوكية SRTM – خريطة ثلاثية الأبعاد للأرض
أنشأت بعثة SRTM عام 2000 نموذج تضاريس عالمي بدقة 30 متراً فقط خلال 11 يوماً. ما زالت بياناتها أساسية في مجالات مثل التخطيط العمراني، إدارة المياه، ورسم الخرائط الجغرافية.
9. كورونا (Corona) – من التجسس إلى علم الآثار
أُطلق في ستينيات القرن الماضي كقمر صناعي تجسسي لمراقبة الاتحاد السوفيتي. وبعد رفع السرية عن بياناته، استُخدمت صوره التاريخية في دراسة المواقع الأثرية والتغيرات البيئية.
10. EO-1 – الابتكار الطيفي
أُطلق لتجربة أجهزة جديدة، أبرزها Hyperion الذي التقط أكثر من 220 نطاقاً طيفياً. مكّن العلماء من توصيف المعادن والغطاء الأرضي بشكل غير مسبوق، مما فتح آفاقاً للاستشعار الفائق الطيفية (Hyperspectral).
11. القمر الصناعي SPOT – الرائد الفرنسي
أُطلق أول قمر صناعي SPOT-1 عام 1986 من فرنسا، وكان نقلة نوعية في الاستشعار عن بُعد. استطاع هذا القمر التقاط صور دقيقة للغطاء النباتي والارتفاعات، كما لعب دوراً في دراسة كارثة تشيرنوبيل. استمر برنامج SPOT بتطوير أجيال أحدث، مما جعله مرجعاً في مراقبة سطح الأرض.
12. رادارسات (Radarsat) – عين كندا على الأرض
يُعد Radarsat-2 من أهم الأقمار الكندية لمراقبة الأرض باستخدام الرادار. بفضل قدراته على الرؤية عبر السحب والظلام، ساهم في رسم الخرائط القطبية، مراقبة الجليد البحري، ودعم الأبحاث في المناطق الشمالية.
13. أيكونوس (IKONOS) – أول قمر تجاري أمريكي
كان IKONOS-2 أول قمر صناعي تجاري أمريكي مرخص. وفر صوراً بدقة عالية تُستخدم في الخرائط، التخطيط العمراني، وحتى التطبيقات العسكرية. رغم أن شقيقه الأول (IKONOS-1) فشل في الوصول إلى المدار، فإن نجاح الثاني وضع الأساس لعصر الأقمار التجارية.
14. كويك بيرد (QuickBird) – صور دقيقة بتكلفة أقل
من إنتاج شركة DigitalGlobe، وفر QuickBird صوراً بصرية بدقة 60 سم، ما جعله مناسباً للتطبيقات المدنية والبيئية. توقف تشغيله عام 2015، لكن بياناته ما زالت تستخدم في الأبحاث التاريخية.
15. رابيد آي (RapidEye) – الكوكبة الألمانية
بدأت من ألمانيا ثم انتقلت ملكيتها لشركات متعددة حتى استقرت لدى Planet. تتكون من خمسة أقمار صغيرة توفر صوراً بدقة 5 أمتار، وتتميز بقدرتها على تغطية مناطق شاسعة بشكل يومي، مما جعلها أداة فعالة في مراقبة المحاصيل والزراعة.
16. بولياديس (Pleiades) – الدقة الأوروبية
تتكون من قمرين صناعيين فرنسيين يعملان في نفس المدار. بفضل دقتهما (50 سم بانكروماتي، و2 متر متعدد الأطياف)، يستخدمان في رسم الخرائط عالية الجودة وإدارة الكوارث ومشاريع البنية التحتية.
17. CBERS – الشراكة الصينية البرازيلية
برنامج CBERS هو مشروع مشترك بين الصين والبرازيل لمراقبة الأرض. يساهم في دراسة الزراعة، البيئة، تلوث المياه، والتخطيط الحضري، ويمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الدولي في استشعار الأرض.
18. بروبا (PROBA) – القمر الصغير الذكي
صممته وكالة الفضاء الأوروبية كتجربة تقنية. يتميز بقدرته على التقاط بيانات فائقة الطيف، مما يتيح دراسة النباتات والأراضي بدقة. ورغم حجمه الصغير، فقد أنشأ أرشيفاً عالمياً للغطاء النباتي.
19. ResourceSAT – الفخر الهندي
جزء من سلسلة IRS الهندية، صُمم لمراقبة الموارد الطبيعية والزراعة. يحتوي على نظام AIS لتتبع السفن، مما يجعله مفيداً في الملاحة البحرية وإدارة السواحل.
20. كومبسات (KOMPSAT) – عين كوريا الجنوبية
المعروف أيضاً باسم أريـرانغ، يوفر صوراً عالية الدقة تصل إلى متر واحد. يُستخدم لأغراض مدنية وتجارية، ويُقال إنه يخدم أيضاً في مراقبة الأنشطة العسكرية في شبه الجزيرة الكورية.
21. كارتوسات (CartoSAT) – سلسلة الأقمار الهندية للخرائط
تُستخدم أقمار CartoSAT في الهند لإنتاج خرائط طبوغرافية عالية الجودة، وتجمع بين التصوير متعدد الأطياف والبانكروماتي. كما توفر صوراً استريو ثلاثية الأبعاد تدعم التخطيط الحضري والهندسة.
22. جيو آي (GeoEye-1) – شريك خرائط Google
بقدرة تصوير تصل إلى 1.65 متر، ساعد GeoEye-1 في تطبيقات بيئية مثل تتبع الحياة البرية. ومن المثير أن Google اشترت حقوق صوره لاستخدامها في خرائط Google الشهيرة.
23. كوكبة رصد الكوارث (DMC) – التعاون الدولي
تتكون من عدة أقمار تابعة لدول مختلفة (مثل نيجيريا سات، بكين-1، وديموس-1). أنشئت خصيصاً للاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والحرائق، ما يجعلها مثالاً على التعاون العالمي الإنساني.
24. سكاي سات (SkySat) – فيديو من الفضاء
أطلقتها شركة Planet، وتُعد أول منظومة قادرة على تسجيل مقاطع فيديو عالية الدقة من الفضاء. بجانب الصور الثابتة، تُستخدم لمراقبة المدن والمشاريع الكبيرة وحتى التحركات العسكرية.
25. TRMM – قياس الأمطار المدارية
بعثة مشتركة بين ناسا واليابان. صُممت لدراسة هطول الأمطار والبنية السحابية في المناطق المدارية. ساعدت بياناتها العلماء في فهم ظاهرة النينيو ودورات المياه العالمية، وهو ما كان له تأثير كبير على التنبؤات المناخية.
لماذا هذه الأقمار الصناعية مهمة للبشرية
تساهم هذه الأقمار في:
-
مكافحة التغير المناخي عبر رصد انبعاثات الغازات.
-
حماية البيئة من خلال تتبع إزالة الغابات والتصحر.
-
تحسين الزراعة عبر مراقبة نمو المحاصيل واستهلاك المياه.
-
تطوير المدن الذكية باستخدام بيانات دقيقة للتخطيط العمراني.
-
تعزيز الأمن العالمي من خلال صور عالية الدقة ومعلومات محدثة.
من لاندسات الرائد إلى أقمار وورلدفيو فائقة الدقة، ومن بعثات الرادار مثل SRTM إلى الأقمار الصغيرة بلانيت سكوب، تُمثل هذه الأقمار الصناعية ثروة معرفية وتقنية لا غنى عنها. إنها ليست مجرد آلات تدور حول الأرض، بل أدوات استراتيجية تساعدنا على فهم كوكبنا وحمايته وضمان مستقبل أكثر استدامة للبشرية.

.jpg)
.jpg)
إرسال تعليق